کد مطلب:109967 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:186

نامه 010-به معاویه











ومن كتاب له علیه السلام

إلیه أیضاً

وَكَیْفَ أَنْتَ صَانِعٌ إِذَا تَكَشَّفَتْ عَنْكَ جَلاَبِیبُ مَا أَنْتَ فِیهِ مِنْ دُنْیَا قَدْ تَبَهَّجَتْ بِزِینَتِهَا، وَخَدَعَتْ بِلَذَّتِهَا، دَعَتْكَ فَأَجَبْتَهَا، وَقَادَتْكَ فَاتَّبَعْتَهَا، وَأَمَرَتْكَ فَأَطَعْتَهَا، وَإِنَّهُ یُوشِكُ أَنْ یَقِفَكَ وَاقِفٌ عَلَی مَا لاَ یُنْجیِكَ مِنْهُ مِجَنٌّ، فَاقْعَسْ عَنْ هذَا الْأَمْرِ، وَخُذْ أُهْبَةَ الْحِسَابِ، وَشَمِّرْ لِمَا قَدْ نَزَلَ بِكَ، وَلاَ تُمَكِّنِ الْغُوَاةَ مِنْ سَمْعِكَ، وَإِلاَّ تَفْعَلْ أُعْلِمْكَ مَا أَغْفَلْتَ مِنْ نَفْسِكَ، فَإِنكَ مُتْرَفٌ قَدْ أَخَذَ الشَّیْطَانُ مِنْكَ مَأْخَذَهُ، وَبَلَغَ فِیكَ أَمَلَهُ، وَجَرَی مِنْكَ مَجْرَی الرُّوحِ وَالدَّمِ. وَمَتَی كُنْتُمْ یَا مُعَاوِیَةُ سَاسَةَ الرَّعِیَّةِ، وَوُلاَةَ أَمْرِ الْأُمَّةِ؟ بِغَیْرِ قَدَمٍ سَابِقٍ، وَلاَ شَرَفٍ بَاسِقٍ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ لُزومِ سَوَابِقِ الشَّقَاءِ، وَأُحَذِّرُكَ أَنْ تَكُونَ مُتَمادِیاً فِی غِرَّةِ الْأُمْنِیَّةِ، مُخْتَلِفَ الْعَلاَنِیَةِ والسَّرِیرَةِ. وَقَدْ دَعَوْتَ إِلَی الْحَر

ْبِ، فَدَعِ النَّاسَ جَانِباً وَاخْرُجْ إِلَیَّ، وَأَعْفِ الْفَرِیقَینِ مِنَ الْقِتَالِ، لِتَعْلَمَ أیُّنَا الْمَرِینُ عَلَی قَلْبِهِ، وَالْمُغَطَّی عَلَی بَصَرِهِ! فَأَنَا أَبُو حَسَنٍ قَاتِلُ جَدِّكَ وَخَالِكَ وأَخِیكَ شَدْخاً یَوْمَ بَدْرٍ،ذلكَ السَّیْفُ مَعِی، وَبِذلِكَ الْقَلْبِ أَلْقَی عَدُوِّی، مَا اسْتَبْدَلْتُ دِیناً، وَلاَ اسْتَحْدَثْتُ نَبِیّاً، وَإنِّی لَعَلَی الْمِنْهَاجِ الَّذِی تَرَكْتُمُوهُ طَائِعِینَ، وَدَخَلْتُمْ فِیهِ مُكْرَهِینَ. وَزَعَمْتَ أَنَّكَ جِئْتَ ثَائراً بِدَمِ عُثْمانَ، وَلَقَدْ عَلِمْتَ حَیْثُ وَقَعَ دَمُ عُثْمانَ فَاطْلُبْهُ مِنْ هُنَاكَ إِنْ كُنتَ طَالباً، فَكَأَنِّی قدْ رَأَیْتُكَ تَضِجُّ مِنَ الْحَرْبِ إِذَا عَضَّتْكَ ضَجِیجَ الْجِمَالِ بِالْأَثْقَالِ، وَكَأَنِّی بِجَمَاعَتِكَ تَدْعُونِی جَزَعاً مِنَ الضَّرْبِ الْمُتَتَابِعِ، وَالْقَضَاءِ الْوَاقِعِ، وَمَصَارِعَ بَعْدَ مَصَارِعَ، إِلَی كِتَابِ اللهِ، وَهِیَ كَافِرةٌ جَاحِدَهٌ، أَوْ مُبَایِعَةٌ حَائِدَةٌ.